لا يريد أي مواطن أيسلندي أن يصحو من هذا الحلم الهائل، فمن كان يتخيل أن تبقى أيسلندا حتى ربع نهائي يورو 2016؟ من كان يتخيل في أقصى أحلامه ورديةً أن تقصي أيسلندا منتخباً بحجم إنكلترا؟
حقق منتخب أيسلندا انتصاراً جديداً مساء أمس الاثنين بعدما قلبوا تأخرهم أمام منتخب إنكلترا بهدف إلى فوز 2-1 في دور الستة عشر من يورو 2016 المقامة حالياً بفرنسا لتنطلق الاحتفالات في عاصمة أيسلندا.
وبهذا الفوز صعد المنتخب الأيسلندي لدور الثمانية لأول مرة في تاريخه خلال مشاركته الأولى في البطولة الأوروبية، ومن المقرر أن يواجه فرنسا، منتخب البلد المضيف، يوم الأحد المقبل.
وتم عرض المباراة على شاشة وضعت في أرنارهول، وهو تل في وسط العاصمة ريكيافيك الذي أصبح يموج بالحماس والفوران مثل العديد من ينابيع الماء الحارة التي تشتهر بها البلاد عقب إطلاق صافرة النهاية بفوز أيسلندا.
إنكلترا إلى لندن وأيسلندا إلى باريس
وقال جودمندوي بينيديكتسون المعلق الرياضي :" سنذهب لباريس! لا يمكنني تصديق ما أراه بعيني. لا تيقظوني أبداً. لا تيقظوني أبداً من هذا الحلم المجنون! أطلقوا صافرات الاستهجان كما تشاؤون أيها الإنكليز! أيسلندا ستذهب لاستاد دو فرانس".
وأضاف: "فرنسا ضد أيسلندا. منتخب إنكلترا يمكنك العودة للوطن! يمكنك ترك أوروبا. يمكنك أن تذهب أينما تريد إنكلترا 1 و أيسلندا 2 في مدينة نيس وتستمر المغامرة. ويرجح ألا تنتهي هذه المغامرة".
وقال المدافع راغنار سيغوردسون أحد هدافي منتخب أيسلندا في تحليله للمباراة بأن المنتخب الإنكليزي يمكن أن يكون قد استهان بالمنتخب الأيسلندي.
وقال في تصريحات تليفزيونية عقب الفوز:" كنا واثقين طوال الوقت ولكنهم اعتقدوا أن المباراة ستكون سهلة. شعرت أنهم ينظرون إلينا بتعالٍ".
دولة بحجم ليستر
وكان خروج إنكلترا مؤلماً نظراً لأن تعداد أيسلندا يبلغ 330 ألف شخص -وهو تقريباً نفس عدد ساكني مدينة ليستر سيتي الذي يحمل ناديها لقب الدوري الإنكليزي.
هذا الفوز يعني أن منتخب أيسلندا سيمدد إقامته في فرنسا. وتدافعت الجماهير الأيسلندية لحجز طائرات لحضور المباراة القادمة أمام المنتخب الفرنسي.
وتعطل الموقع الإلكتروني لشركة الطيران الاقتصادي "واو" مساء أمس الأثنين بسبب زيادة عدد الزيارات إلى الموقع بواقع الضعف مقارنة بالأسبوع الماضي عندما تأهلت أيسلندا لدور الستة عشر بعد تغلبها على النمسا. وفي نفس الوقت، ذكرت شركة الطيران الأيسلندية إنها تبذل كل ما في وسعها لتمكن أكبر قدر من المشجعين من السفر لباريس.
وقال المتحدث الرسمي للشركة غوديون أرنغريمسون لصحيفة مورغونبلاديد في نسختها على الانترنت: "لدينا ثلاث رحلات في اليوم ولكن يرجح أن تمتلئ قريباً. وبعد ذلك هناك طرق أخرى".
وقال مشجع للإذاعة المحلية: "الكل يريد أن يذهب لفرنسا لتشجيع المنتخب، الأمر بهذه البساطة".
ومدد السويدي لارس لاغيرباك، مدرب منتخب أيسنلدا، نتائجه الرائعة أمام المنتخب الإنكليزي الذي لم يخسر أمامه عندما كان مدرباً للمنتخب السويدي في فترة طويلة.
يذكر أن لاغيرباك تولى تدريب المنتخب الأيسلندي عام 2012.
وقال لاغيرباك: "كان دفاعنا جيداً للغاية، وكان منظماً بشكل رائع، كل لاعب أدى وظيفته وقرأ المباراة. لقد استخدموا عقولهم وجروا. كل لاعب كان يقف في المكان المناسب".
وقال هيمير هالغريمسون، شريك لاغيرباك في تدريب أيسلندا، لمحطة سيمين الرياضية التليفزيونية إن أيسلندا "انتزعت الفرصة الفريدة التي أتيحت لها، وهذا سيغيّر حياتنا وستأخذ كرة القدم الأيسلندية للمستوى التالي".
فوز ملحمي
وقال الحارس هانيس هالدورسون إن الفوز كان "ملحمياً".
وقال: "الآن يجب علينا أن نعود للواقع وأن نستعد لمباراتنا أمام فرنسا. نريد أن نذهب أبعد وندخل أي مباراة بحثاً عن الفوز".
وبالرغم من أن الألعاب النارية ممنوعة في ريكيافيك أطلق المشجعون عدداً منها احتفالاً بفوز المنتخب الأيسلندي.
وحث المعلق التليفزيوني ثورستين جي فيلهالمسون بعدم القبض على المشجعين حيث قال: "نداء رقيق إلى الشرطة-لا تلقوا القبض على أحد، اليوم هذا
الأمر مقبولاً".
ويبقى الانتظار حتى يوم الأحد المقبل لمعرفة ما ذا كان سيتم إشعال الألعاب النارية مرة أخرى في ريكيافيك وملعب ستاد دو فرانس أم لا.