الخميس، 1 سبتمبر 2016

حَرمونا من الصلاة بالحرم.. والإسكان الإلكتروني مسخرة

حَرمونا من الصلاة بالحرم.. والإسكان الإلكتروني مسخرة

حَرمونا من الصلاة بالحرم.. والإسكان الإلكتروني مسخرة



فنادق بعيدة عن الحرم في هضبات تعجز حتى المركبات عن الوصول إليها
رانا نعانيو ووعود المسؤولين مجرّد هدرة للاستهلاك فقط
خدعونا.. كذبوا علينا.. حرمونا من الصلاة في الحرم.. والحجز الإلكتروني للغرف تمسخير» .. بهذه العبارات سرد لنا عدد من الحجاج الذين تم إسكانهم في فنادق بعيدة عن الحرم، حيث عبروا عن تذمرهم من هذ التصرفات التي تتكرر كل موسم حج وسط الحجاج الجزائريين مقارنة بنظرائهم من الدول العربية الذين يلقون رعاية خاصة، حيث يأتي ذلك في وقت لم يصل إلى مكة المكرمة إلا 7 آلاف حاج فقط، في انتظار 22 ألفا آخرين.
مع دخول الحجاج القادمين من كل بقاع العالم في أجواء إيمانية استعدادا لإتمام خامس ركن من أركان الإسلام، لا يزال بعض الحجاج الجزائريين ككل موسم يعيشون أوضاعا صعبة نتيجة بعض التصرفات التي تسيء إليهم وتعيق عبادتهم وأداء الفريضة، الأمر الذي وقفنا عليه على مستوى بعض الفنادق التي أجّرها الديوان الوطني للحج والعمرة، الذي أكد مسؤولوه أنهم صنعوا هذا الموسم الفارق وقاموا بتأجير فنادق قريبة من الحرم المكي وتتوفر على كل الشروط لأداء فريضة الحج ومن بينها قربها من الحرم.
حرمونا من الصلاة في الحرم ربي وكيلهم
ومع ذلك، فإن أغلب الحجاج المقيمين في فنادق مواسم «أجياد أ» و«ب» قد أكدوا على غرار «خ أحمد» حاج من ولاية الجزائر الذي كان بصحبة أمه البالغة من العمر 84 سنة، أن الفندق الذي يقيمان فيه بعيد عن الحرم ويقع في مكان مرتفع وأغلب المسنين لا يمكنهم الذهاب للصلاة في الحرم، لأن الوصول إلى الفندق الذي يقع بهضبة مرتفعة ليس بالأمر الهين على شخص مسن، الأمر الذي جعل كل المقيمين بهذا الفندق يصلون في الغرف خاصة المسنون. وقال ذات المتحدث، إنهم لم يطلبوا من مسؤولي الديوان أن يوفروا لهم الأكل وما عليهم فقط إلا توفير النقل لضمان نقل كبار السن لأداء الصلاة في الحرم كغيرهم من حجاج الجنسيات الأخرى، الذين وفّرت لهم النقل بواسطة الحافلات أو العربات الصغيرة، مع العلم أنها قريبة من الحرم أكثر من فنادق إقامة الجزائريين. ولم تتوقف الشكاوى عند هذا الحد، بل عبّر حاج آخر من دائرة بودواو بولاية بومرداس عن استيائه من إسكانهم من فنادق أخرى وغياب المرشدين والمتابعين الذين لم ير لهم أثر في الفندق، إضافة إلى بعد الحرم عن فندقهم، متسائلا عن جدوى الحديث والإدلاء بتصريحات في الجزائر، ثم يتفاجأون بواقع آخر مغاير تماما لتلك التصريحات، وهو الأمر الذي يتحسر له الحاج الذي يريد أن يؤدي صلواته الخمس في الحرم، خصوصا منهم كبار السن الذين لا يستطيعون مشي 900 متر.
لا حجز إلكتروني ولا هم يحزنون
وبالنسبة لعملية الحجز الإلكتروني للغرف التي اعتمدها الديوان الوطني للحج والعمرة هذه السنة مجبرا وليس مخيرا، بعدما فرضته عليه المملكة العربية السعودية، فأشار حاج آخر إلى أنه كارثة، لأنه تفاجأ عند وصوله إلى مكة بحجزه في غرفة من الجزائر، ليجد نفسه في غرفة أخرى، وهو نفس الشيء لحاجة أخرى، أكد ابنها أنه بعد إقامته في المدينة المنورة وإسكانهم بالطريقة التقليدية التي تمت على أحسن مايرام، تفاجأوا في مكة بفوضى في الإسكان، بعدما وجدوا أنفسهم ملزمين بالبحث عن غرفهم التي حجزوها من الجزائر.
حجاج الوكالات السياحة أكثر تنظيما
وبين هذه الشكاوي وأخرى، عبّر حجاج آخرون عن رضاهم من طريقة تنظيم موسم الحج التي جاءت عند حسن ظنهم، حيث وجدوا أنفسهم قريبين من الحرم المكي، حيث يتعلق الأمر بالحجاج المقيمين في الفنادق القريبة من الحرم وبعض حجاج الوكالات السياحية، الذين فرض عليهم الديوان الوطني للحج والعمرة إجراءات صارمة للحد من الفوضى التي كانت سائدة في المواسم الماضية، بسبب عدم تطبيقهم للبنود التي تضمّنها في دفتر الشروط.
إجراءات مشددة على الحجاج الأحرار و1025 ريال رسوم الطوافة
قررت المملكة العربية السعودية، هذا الموسم، فرض إجراءات صارمة على الحجاج الأحرار أو ما يعرف أيضا بحجاج المجاملة، حيث خصّتهم بإجراءات إستثنائية انطلاقا من مطارات الوصول إلى غاية إيصال الحاج إلى مكان إقامته. وتم هذا الموسم القضاء على فوضى الدخول للحجاج الأحرار، وفرضت عليهم رسوما تصل إلى 1025 ريال، وهو ما يعادل 4 ملايين سنتيم بالدينار الجزائري، حيث تتمثل في مبالغ النقل والمبيت في منى وعرفة، كما قامت أيضا المؤسسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية بتجريد الحجاج من جوازات سفرهم ومنحهم السوار الإلكتروني، حتى يراقبوا تحركاتهم، وفي حال التأكد من عدم وجود أي إقامة للحاج، فإن المطوف يلزم الحاج بضرورة تأجير الغرفة وإلا فإنه لن يدعه يغادر، وذلك تجنبا للفوضى التي يحدثها الحجاج الأحرار الذين يقومون باقتحام إقامة الحجاج النظاميين في منى وعرفة.
الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى
وبالمقابل وجدنا عناصر الحالة المدنية في حالة تأهب دائما، حيث كانوا يتقدمون دائما الصفوف الأولى في تفويج الحجاج وتقديم يد المساعد بمطار جدة وعلى مستوى الفنادق في مكة المكرمة وعلى مستوى الحرم، حيث لا يبخلون في الرد عن كل استفسارات الحجاج ولا يدّخرون أي جهد لتقديم الإسعافات الأولية وهو الذي وقفنا عليه.
مدير مركز مكة المكرمة:
وفّرنا كل الخدمات للحجاج وعملية الإسكان جارية في الفنادق المؤجرة
أكد مدير مركز مكة المكرمة، أن عملية إسكان الحجاج مستمرة بالفنادق التي أجرها الديوان الوطني للحج والعمرة، وتم إلى غاية يوم أول أمس إسكان حوالي 7 آلاف حاج، وتتواصل العملية يوميا بعد وصول الحجاج القادمين من المدينة وبقية الرحلات من الجزائر. وقال رئيس المركز إن العملية تتم في أحسن الظروف، بالرغم من بعض الشكاوى من قبل الحجاج حول الإسكان الإلكتروني، لكنها تعد على الأصابع وتم حلها في وقتها، مضيفا أن هذا شيء عادي ويتم التحكم فيه بسهولة، بسب العدد الكبير من المجنّدين للعملية من مرشدين وأعوان إداريين.

جميع الحقوق محفوظة ل أخبار الجزائر 2017