عرفت أكبر أسواق الماشية هذه السنة انخفاضا محسوسا في الأسعار، على غرار سوقي بحبح والبيرين بالجلفة وقصر البخاري بالمدية، إذ لم يتجاوز سعر الكباش في أحسن الظروف، 3.5 ملايين سنتيم، في حين بقيت أسعار النعاج مستقرة رغم انخفاضها بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالعام المنصرم.
ويتوقع العديد من العارفين بخبايا أسواق الماشية، أن يتواصل انهيارها مع اقتراب عيد الأضحى، حيث عرفت الأسعار انخفاضا محسوسا مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما ارتاح له المواطنون "مرتادو السوق" والذين يأملون أن تتواصل هذه الأوضاع لتصب في مصلحتهم وتمكنهم من اقتناء أضحية العيد.
سعر "العلوش" لا يتجاوز 35 ألف دج
أكد عبد المالك جليدة أكبر الموالين بولاية الجلفة في اتصال هاتفي لـ "المساء"، أن أسعار الماشية تراوحت أول أمس بين 24 ألفا و40 ألف دج، أي أن سعر "العلوش" (خروف عمره سنة واحدة)لا يتجاوز في جميع الحالات 35 ألف دج، بينما حافظت النعاج على أسعارها في حدود 40 ألف دج، وقُدر سعر التيس بـ 2.5 دج.
وأشار مصدرنا إلى انخفاض سعر الماشية بأغلب الأسواق المذكورة سالفا، حيث وصل سعر "العلوش" إلى مستوى 30 ألف دج، لينخفض إلى 27 ألف دج بسوق بحبح بولاية الجلفة الحدودية، والذي يُعتبر أكبر سوق بالجهة الجنوبية. وبسوق قصر البخاري الذي يتم تنظيمه كل أحد، فقد عرف سعر الماعز استقرارا عند 20 ألف دج و25 ألف دج، والذي يعود إليه المواطنون الفقراء عادة عندما يصطدمون بارتفاع أسعار الخرفان في السوق، بينما لم يتجاوز سعر الكبش 40 ألف دج.
ويُجمع العديد من الموالين والعارفين بسوق الماشية، حسبما أكد جليدة، على أن مرد هذا التراجع في الأسعار "منطقي"؛ بسبب حالة الجفاف التي ضربت المنطقة؛ ما دفعهم إلى البيع بالخسارة.
انهيار غير مسبوق بسوقي البيرين وبحبح
يُعد سوقا البيرين وبحبح بالجلفة من أكبر أسواق بيع الماشية بالجلفة، حيث شهدا هذه السنة انهيارا "غير مسبوق" لأسعار الأضاحي الموجهة بالخصوص للعيد، يقول عبد المالك، فقد وضع الإنزال الكبير للماشية الحمراء في متناول أغلب المواطنين، وهذا على بعد أيام قليلة من العيد الكبير، بحيث تراجعت الأسعار بشكل كبير، وصار بإمكان أغلب فئات المجتمع اقتناء أضحية العيد إلى غاية الوقت الراهن، على أمل أن لا ترتفع عشية العيد.
وقُدر متوسط هذا السوق بين المليونين و4 ملايين في الرأس الواحدة، إذ بلغت الأضحية المتوسطة ما بين 3.5 و4 ملايين سنتيم، فيما بيع العلوش الكبير والجيد بين 3.5 و4.5 مليون سنتيم، والبركوس بين 4.5 و6 ملايين سنتيم.
الأسعار بين الاستقرار والارتفاع بقصر البخاري
أكد مصدرنا أن الأسعار استقرت ونزلت في بعض الأحيان مقارنة بالسنة الماضية فيما يخص جميع الأصناف ما عدا الكبش الكبير ذي "القرون" الذي شهد سعره ارتفاعا مقارنة بالسنة الفارطة، حيث انخفضت هذا الأسبوع بـ 3000 دج مقارنة بالأسبوع الماضي الذي عرف عزوفا.
ويرجع هذا الانخفاض الطفيف إلى تخوف الموالين من عدم بيع الأضاحي بعد انهيار الأسعار بمختلف الأسواق الأسبوعية بمختلف ولايات الوطن، وعدم المجازفة بالتجوال بين الأسواق وما يترتب عنها من أعباء إضافية.
وتجري عملية البيع حسب سن وحجم الماشية، بالإضافة إلى المظهر المتمثل في القرون العادية أو الملتوية أو بدون قرون، وحسب السلالات؛ منها سلالة أولاد جلال، السلالة الحمراء المعروفة بـ "الرانبي" والسلالات الهجينة.